حالياً، هناك عجز في علماء البيانات – حيث أن الشركات تبحث عن المبرمجين والمفكرين التحليلين لسد هذه الفجوة.
إن ظهور البيانات الضخمة – وهي المصطلح الذي يستخدم لوصف مجموعات البيانات الكبيرة جدا والمتباينة والمتكاثرة التي لا تستطيع تطبيقات معالجة البيانات التقليدية التعامل معها – أدى إلى تزايد الحاجة إلى المهنيين المهرة الذين يمكنهم تنقيب وتفسير البيانات لمساعدة الشركات على اتخاذ القرارات الاستراتيجية بشكل أفضل.
ومن المتوقع أن تخلق بريطانيا ما متوسطه 56 ألف وظيفة في مجال البيانات الضخمة سنويا حتى عام 2020. مع العجز في المواهب المتخصصة في مجال البيانات الضخمة، الشركات على استعداد متزايد لدفع رواتب عالية من أجل جلب المهارات المناسبة، من خلال توظيف العديد من الأفراد ذوي الرواتب العالية. حيث ذكرت McKinsey & Company أنه بحلول عام 2018، سيكون هناك 140000-190000 وضيفة عالم بيانات شاغرة. والأسوأ من ذلك (بالنسبة لأرباب العمل)، سيكون هناك حاجة الى 1.5 مليون أداري لتحسين البيانات المتوفرة. لذلك، تشكل السنوات الثلاث القادمة منجم ذهب حقيقي لعلماء البيانات.
ولكن ما الذي يفعله عالم البيانات بالضبط؟ وما هي المهارات التي تحتاجها لتضع قدمك على هذا الباب؟
من هو عالم البيانات؟
عالم البيانات يأخذ البيانات الخام ويزاوجها مع التحليل ليجعلها سهلة الوصول وأكثر قيمة للمؤسسات. للقيام بذلك، فإن علماء البيانات يحتاجون إلى مزيج فريد من المهارات – أساس متين في الرياضيات والخوارزميات وفهم جيد للسلوكيات البشرية، وكذلك معرفة وفهم القطاعات التي يعملون فيها، لوضع النتائج في السياق. من هنا، يمكنهم استكشاف رؤى من البيانات والبدء في تحديد الاتجاهات.
قطاعات التمويل وتجارة التجزئة والتجارة الإلكترونية رائدة في توظيف علماء البيانات لمساعدتهم على فهم مجموعات مختلفة من الجمهور ليتم استهدافهم بالمنتجات والعروض المناسبة لأذواقهم. وكذلك، يتم إحراز تقدم أيضا في قطاعات مثل الاتصالات والنقل والنفط والغاز، حيث تعتمد الكثير من الشركات على البيانات الضخمة لاتخاذ القرارات التي تؤثر على مبيعاتها وعملياتها وقواها العاملة.
ما هي المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل؟
يحتاج المرشح الناجح إلى مزيج مما يلي:
مهارات تقنية
لغات البرمجة الأكثر شيوعا والمستخدمة في تطبيقات البيانات الضخمة هي جافا، بايثون، C و R. الفهم الجيد لبعض هذه اللغات سوف يكون مطلوب لمعظم مناصب المستويات المبتدئة. بالنسبة لقواعد البيانات الضخمة، هناك نمو كبير في استخدام Hadoop وMongoDB، لذلك تعلمها سوف يجعلك في وضع جيد.
على الرغم من أن هذه هي بعض التقنيات الأساسية، وهناك عدد كبير من الأدوات المتخصصة يتم إدخالها أيضا إلى السوق كل عام. اعتمادا على تجربتك واهتماماتك، يمكنك البدء باختيار مجالات واسعة مثل قواعد البيانات، والنمذجة التحليلية وأدوات التصور ومن ثم التركيز على واحدة أو اثنتين من اللغات الرائدة والمنصات. أما بالنسبة للمناصب العليا، فسوف يبحث أصحاب العمل عن خلفية تقنية قوية ومعرفة مهنية من خلال مجموعة من المهارات التقنية.
مهارات تحليلية
في حين أن المهارات التقنية مهمة، إلا أن المهارات التحليلية ذات أهمية حاسمة لنجاحك كعالم بيانات. تحتاج أن تكون قادر على اخذ البيانات الخام وتحديد الأهداف المربحة لقطاع الأعمال، ثم وضع التحليل في السياق لإيجاد حل والتوصل إلى توصيات يمكن تقديمها لفريق العمل. التعامل مع واحدة على الأقل من القطاعات الصناعية ايضاً يعطي ميزة إضافية هنا فهو يتيح لك تحليل مشاكل العالم الحقيقي.
مهارات العرض
بطبيعة الحال، إذا لم يكن من الممكن عرض النتائج على أصحاب المصلحة بوضوح، فليس هناك الكثير من الأسباب لقضاء الوقت في القيام بالتحليل. سيقوم عالم البيانات الناجح بتقديم المعلومات بفعالية وأيضا الاستماع إلى متطلبات أصحاب المصلحة وفهم حقا ما هي مشاكل قطاع الأعمال أولا، من أجل حلها.
ما يمكن توقعه في المقابلة الشخصية
سوف يبحث الشخص الذي يجري المقابلات عن أفراد لديهم “عقلية بيانات ضخمة” وقد يعطيك عينه من المشاكل ليقيم كيف تفكر وتعرض الحلول. وسوف يبحث بعد ذلك عن كيفية استخدام تقنيات البيانات الضخمة لحل المشاكل. في حين أن المهارات والخبرات مهمة، فإن الشخص الذي يجري المقابلة سوف ينظر أيضا في عمليات التفكير الخاص بك، وكيف تتعامل مع كل حالة، لتقييم ما إذا كان لديك العقلية المطلوبة لهذا الدور.
مستقبل علم البيانات
تتوافر تكنولوجيات قواعد البيانات حيث يكون الكثير من الابتكار، حيث تم استبدال قواعد البيانات التقليدية بعروض جديدة من لاعبين في وادي السيليكون في السنوات الأخيرة. مع التركيز كثيرا على هذا المجال، ليس هناك وقت أفضل من هذا لعلماء البيانات.
*هذه ترجمة بتصرف من المقال الأصلي للكاتب Bhoopathi Rapolu والمنشور على موقع theguardian
كيف ترى مستقبل سوف البيانات في المنطقة العربية والخليج في السنوات القادمة؟
هل السن الكبير عائق
لا